منتدى لغات البرمجة والبرامج

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Eng: OmAr TaLaHmA-------- كـمـبـيـوتـرات و لـوحـات إلـكـتـرونـيـة

بسم الله الرحمن الرحيم --- اهلا وسهلا بكم في منتدى الكمبيوترات واللوحات الالكترونية ونرجو ان تنال اعجابكم وان تكونوا من الاعضاء الدائمين عندنا وان تستفيدوا منا وتفيدونا من خبراتكم .......وندعو الله ان يجعل من هذا الملتقى كنز للمعرفة والفائدة ..... وبارك الله فيكم

    تصنيع إنسان آلي يتصرف مثل البشر

    المهندس
    المهندس
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 52
    تاريخ التسجيل : 28/12/2009
    العمر : 38
    الموقع : دورا

    تصنيع إنسان آلي يتصرف مثل البشر Empty تصنيع إنسان آلي يتصرف مثل البشر

    مُساهمة من طرف المهندس الإثنين ديسمبر 28, 2009 7:50 pm

    نحو تصنيع إنسان آلي يتصرف مثل البشر

    تصنيع إنسان آلي يتصرف مثل البشر 32436

    اسمها ماري، وتلائم مهاراتها الرائعة والمثيرة للإعجاب دار الرعاية. ويمكن لماري أن تتجول بحيوية ونشاط. ويمكنها ان تميز بين الاشياء المتشابهة، مثل زجاجات الدواء المختلفة، ولديها لمسة رقيقة في التعامل مع المرضى الضعفاء. وتستطيع ماري أن تفسر تعابير الوجوه والإيماءات، وترد بطريقة توحي بالعطف والحنان. وعلى الرغم من أن مهاراتها اللغوية ليست مثالية، فهي تستطيع فهم الكلام والرد عليه بوضوح. وفوق كل شيء، فهي غير مكلفة. ولكن لسوء حظ ماري، فإن فيها خصلة بارزة تجعل من الصعب على المرضى اليابانيين تقبلها: هي أنها إنسانة من لحم ودم من الفلبين. حبذا لو كانت إنسانا آليا!
    الانسان الآلي مخلوق رائع كما سيقول لك كثير من اليابانيين. ويصبح الرجال الآليون أكثر مهارة مع الوقت، وسوف يتمكنون في وقت قريب من آداء مهمات عديدة يقوم بها البشر الآن بسهولة وبكلفة رخيصة. فسوف يرعون المرضى ويجمعون القمامة ويحرسون المنازل والمكاتب ويقدمون التوجيهات في الشوارع.
    إن هذه أخبار جيدة في اليابان، حيث وصل عدد السكان الى الذروة، وربما بدأ يتقلص عددهم في 2005. ومع عدم وجود عدد كاف من العمال الشباب لمساعدة المسنين، فثمة حاجة الى أحد أو شيء يملأ الفجوة، لا سيما عندما تكون هناك حاجة الى الشباب ليشغلوا الوظائف التي ترتكز على العلم والتجارة والمعرفة وغيرها.
    ويتوق كثير من العمال من البلدان ذات الاجور المتدنية الى العمل في اليابان. فعلى سبيل المثال، يوجد في الفلبين اكثر من 350 ألف ممرض وممرضة، وهي تتوسل الى اليابان- التي لم تستقبل سوى القليل منهم- لكي تأخذ المزيد. ولا ينفك النقاد الاجانب يقولون لليابان أن تقدم لنفسها معروفا وتستفيد من العمالة المستوردة الارخص. ولكن الاجماع بين اليابانيين هو ان رؤية مستقبل يعيش فيه العمال المهاجرون بانسجام في اليابان هي مجرد خيال. فصناعة رجال آليين شبيهين بالإنسان هي الحل البسيط والعملي.
    وبالطبع تمتلك اليابان التكنولوجيا. فهي الرائدة في مجال صنع الرجال الآليين الذين لا يشبهون الحيوانات الاليفة أو الناس ولكنهم يقومون بكثير من العمل في مصانعهم. كما تسبق اليابان الدول الأخرى في تطوير الرجال الآليين ذوي الصفات البشرية أو الذين يستطيعون التفاعل بصورة أسهل مع الناس. وقدر تقرير حكومي صدر في أيار الماضي أن سوق "رجل الخدمات الآلي" سوف يصل الى 1،1 تريليون ين (أي 10 بليون دولار) في غضون عقد.
    وتباهت الدولة بأجدد رجال آليين لديها في معرض عالمي هذا الصيف. وجاء أكثر من 22 مليون زائر، و95% منهم يابانيون. وخطف الرجال الآليون الأبصار، من المربية الآلية التي تجالس الأطفال الى التويوتا التي تعزف على البوق. ولا تقتصر مواهب الرجال الآليين على البيئات المنظمة. وبينما يكتسبون المهارات والثقة، فإن الرجال الآليين مثل كريو من شركة سوني وآسميو من شركة هوندا يغامرون في أماكن غير محتملة. فهم يحضرون حفلات افتتاح المصانع ويرحبون بالقادة الاجانب ويقرعون جرس الافتتاح في سوق نيويورك المالي. ويمكن لآسميو أن يصعد الى خشبة المسرح لتلقي الجوائز.
    وجه التكنولوجيا الودي
    إذن سوف تكون اليابان في حاجة الى العمال، وهي تتعلم كيف تصنع رجالا آليين يمكنهم القيام بكثير من الأعمال. ولكن اهتمام البلد الشديد بالإنسان الآلي ربما يعكس أيضا أمرا آخر: حيث يبدو أن عديدا من اليابانيين يحبون التعامل مع الإنسان الآلي.
    قليل من اليابانيين يخافون من الإنسان الآلي الذي يبدو أنه يطارد الغربيين في الندوات وأفلام هوليوود. وفي الثقافات الغربية الشعبية، غالبا ما يشكل الانسان الآلي تهديدا، إما لأن القوى الشريرة تتلاعب به أو لأن هناك شيئا ما خاطئا يحدث معه. وعلى النقيض، يعتبر معظم اليابانيين الانسان الآلي بأنه ودود وحميد. فالانسان الآلي مثل الناس يمكنه فعل الخير.
    ويدرك اليابانيون جيدا هذا الانقسام الثقافي، ويركز النقاد كثيرا على تفسير ذلك. والنظريتان الاكثر تفضيلا، واللتان يُفترض أنهما تعززان بعضهما بعضا، تتعلقان بالدين والثقافة الشعبية.
    يتجه معظم اليابانيين الى المعتقدات الدينية، وتغرس ديانة الشنتو، وهي ديانة اليابان الاهلية، المذهب الروحي: فهي لا تفرق بوضوح بين الجمادات والكائنات العضوية. لذا ثمة نظرية يابانية مشهورة عن الإنسان الآلي بأنه لا داعي الى تفسير سبب محبة اليابانيين له: ولكن ما يحتاج الى تفسير هو لماذا يسمح الغربيون للأفكار المسيحية بالوقوف في طريق التكنولوجيا الجيدة. فعندما بدأت شركة هوندا بإحراز تقدم حقيقي بمشروعها المتعلق بالإنسان الآلي الشبيه بالإنسان، فإنها استشارت الفاتيكان حول ما إذا كان الغربيون سوف يعترضون على رجل آلي مصنوع على شكل بشري.
    وقد رسمت الثقافة اليابانية الشعبية باستمرار الإنسان الآلي بصورة إيجابية منذ أن صممت اليابان، أول انسان آلي، تيتسوان أتومو، ليظهر في الرسوم المتحركة عام 1951. ويشير اسمه في اليابانية الى قلبه النووي. فوضع قلب نووي في إنسان آلي يظهر في الرسوم المتحركة بعد أقل من عقد من هيروشيما وناكازاكي قد تبدو طريقة غريبة لجعل الناس يحبون الشخصية الجديدة. ولكن تيتسوان أتومو، بوصفه انسانا آليا وليس بشرا- كان قادرا على استخدام التكنولوجيا في الخير.
    وفي نصف القرن الماضي، عرضت أعداد كبيرة من الرسوم المتحركة الأخرى رجالا آليين صالحين يعملون مع الإنسان، وأحيانا يندمجون معه. وإحدى البرامج الأخيرة هي فيلم يُدعى "هينوكيو"، حيث يرسل فتى مصاب بالتوحد رجلا آليا الى المدرسة نيابة عنه ويستخدم تكنولوجيا محاكاة الواقع للتفاعل مع زملائه في الصف. ومن غير المفاجئ ان تجد أشخاصا بين الجمهور الياباني يأملون بأن رجالا آليين حقيقيين سوف يكونوا قادرين قريبا على متابعة قضايا جيدة، سواء في المساعدة في اكتشاف الالغام الارضية في مناطق الحرب أو العثور على ضحايا الكوارث وإنقاذهم.
    إن وجهة النظر السائدة في اليابان هي أن البلد محظوظ لأنه خال من رهاب الرجل الآلي. وهكذا تقول النظريه أنه مع قلة التعقيدات التي تزعج عديدا من الغربيين، فاليابان حرة في الاستفادة من آداة عظيمة جديدة في الوقت الذي توشك فيه حاجاتها وقدراتها على الاقتراب من بعضها بعضا.
    وكتبت صحيفة "جابان تايمز" في افتتاحية في عام 2004 "من بين جميع الامم المشتركة في هذا البحث، فاليابان هي الدولة الأكثر ميلا الى الوصول إليه بروح من المرح".
    إلا أن التفسيرات المتفائلة ربما تُلقي الضوء على جزء من القصة. فعلى الرغم من أنهم يتعاملون بيسر مع الرجال الآليين، ثمة يابانيون كثيرون لا يشعرون بالارتياح عند التواجد مع أناس آخرين. وذلك صحيح لا سيما مع الاجانب. فلا يمكن برمجة المهاجرين كما يُبرمج الرجل الآلي. وأنت لا تعرف متى يقومون فعلا بعمل عفوي أو يسألون سؤالا محرجا أو يستخدمون عبارات التبجيل في المحادثة. ولكن بعيدا عن الاجانب، فإن كونك يابانيا واضطرارك دائما الى الانتباه الى ما تقول أو تفعل أمام الآخرين ليس أمرا سهلا.
    لذا ليس من المدهش ان الباحثين اليابانيين يتقدمون بقوة في مجال البحث المتعلق بصناعة رجال آليين بوجوه بشرية. وبالنسبة لكثير من الأعمال، فإن الخصائص الإنسانية في الرجل الآلي تعد غير ضرورية. فالذراع الآلية يمكنها ببساطة أن تساعد في رفع مرضى المستشفيات وإعادة وضعهم على سرائرهم من دون الحاجة الى أن تأخذ شكلا شبيها بالإنسان. وينطبق الأمر ذاته على الملاعق الآلية التي تجعل من السهل على العاجزين إطعام أنفسهم، والحقائب المزودة بالطاقة التي تساعد على حمل أكياس البقالة الثقيلة، وأنواع عديدة من الآلات التي تراقب المنزل وتكنس السجاد وهكذا. إلا أن المطالبة برجال آليين أفضل في اليابان يتجاوز مثل هذه الأعمال. ويبدو أن كثيرا من اليابانيين يحبون الرجال الآليين المصنوعين على شكل مخلوقات حية وذلك لأنهم مختلفون عن الشيء الحقيقي.
    والمثال الواضح على ذلك "آيبو"، وهو الكلب الآلي الذي بدأت شركة سوني في بيعه في 1999. وكان الحجم الأكبر من المبيعات في اليابان، وتقول الشركة أن هناك فرقا كبيرا بين المستهلكين اليابانيين والاميركيين. فإن أكثر المشترين الاميركيين للكلب آيبو مهووسون بالكمبيوتر والذين يريدون ان يقتحموا برمجة الكلب الآلية وينقبوا في أجزائه الداخلية. وعلى النقيض، فإن كثيرا من المستهلكين اليابانيين يحبون آيبو لانه حيوان أليف نظيف وآمن ويمكن التنبؤ بأفعاله.
    إن آيبو مجرد كلب مزيف. وبينما تتحسن الدولة في بناء الرجال الآليين المتفاعلين، فسوف تتضاعف مزاياهم بالنسبة للمستخدمين اليابانيين. ويضرب هيروشي إيشيغورو، وهو باحث في علم الإنسان الآلي في جامعة أوساكا، مثلا عن السؤال عن الاتجاهات. ويقول السيد إيشيغورو، إن الناس في اليابان يترددون في الاقتراب من شخص غريب بعكس الناس في البلدان الأخرى. فصنع رجال شرطة ومرشدين آليين للسير سوف يسهل على الناس تجاوز خجلهم وترددهم.
    ويرى كارل ماكدورمان، وهو باحث آخر في أوساكا، قوى اجتماعية مشابهة في العمل. ويقول ان التفاعل مع الآخرين قد يكون صعبا بالنسبة لليابانيين "لأن عليهم دائما أن يفكروا في شعور الشخص الآخر، وكيف سيؤثر كلامهم عليه". ولكن يستحيل أن يحرجوا إنسانا آليا أو يشعروا بالحرج إن قالوا شيئا خطأ.
    ولفهم كيف يمكن لليابانيين أن يجدوا الإنسان الآلي أقل تخويفا من الناس، فقد قام السيد ماكدورمان بتفحص حركة العيون باستخدام معدات خاصة بالرأس ترصد المكان الذي ينظر اليه أفراد العينة. فإن الخرافة التي تقول ان اليابانيين بالكاد يقومون باتصال بصري، ليست صحيحة فعلا. فعند الإجابة عن أسئلة طرحها ياباني آخر، قام أفراد عينة السيد ماكدورمان باتصال بصري لنحو 30% من الوقت. ولكن الأفراد اليابانيين يتصرفون بصورة طبيعية أكثر عندما يتحدثون مع إنسان السيد أيشيغورو الآلي، ريبلي كيو1. وقد شُكل وجه الإنسان الآلي على غرار وجه مذيعة أخبار مشهورة، كما تسمح له المشغلات الآلية المعقدة بتقليد حركات وجهها. وعند الإجابة عن أسئلة الانسان الآلي، نظر أفراد عينة السيد مادكورمان إلى الإنسان الآلي في عينيه في معظم الوقت. ويريد السيد ماكدورمان ان يجري مزيدا من الاختبارات، ولكن هناك تخمينات أن عدم الارتياح، الذي يشعر به كثير من اليابانيين عند التعامل مع أشخاص آخرين، له علاقة بنتائجه، وأنهم يكونون مرتاحين أكثر عند التحدث مع إنسان آلي.
    وفي النهاية، سوف يصبح الإنسان الآلي المتفاعل أكثر انتشارا، ليس فقط في اليايان بل في البلدان الثرية الأخرى أيضا. وعندما يبدأ الأطفال وكبار السن بتمضية الوقت معهم، فمن المحتمل أن تكون استجاباتهم عاطفية لمثل هذه الآلات الشبيهة بالإنسان. وهذه هي طبيعة البشر. فعندما قابل المراسل الرجل الآلي أوريو، أشار اليه بوصفه بشرا ثلاث مرات، على الرغم من انه حاول تذكر انه مجرد آلة تعمل بواسطة البطارية.
    وما يبدو أنه يميز اليابان عن البلدان الاخرى هو أن قليلا من اليابانيين يقلقون من الآثار التي يمكن أن تسببها أعداد الرجال الآليين الكبيرة على المواطنين. ولا يبدو أن هناك أحدا مستعدا لطرح أسئلة غريبة عن النتائج. فإن أنتجت هذه التجربة الجريئة أعدادا كبيرة من الناس المعزولين، فسوف يكون هناك بالطبع مخرج لوحدتهم: حيث يمكنهم الوثوق بحيواناتهم الأليفة الآلية أو شركائهم الآليين. وفي اليابان فقط، يمكن التفكير بهذا الأمر على أنه أقل مجازفة من استقبال فليبيني حنون من أجل تبادل أطراف الحديث.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 9:19 am